هل الشريعه الاسلاميه صالحه لكل زمان ومكان ؟؟
الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، وهي صالحة مصلحة لأحوال الناس، ولا يمكن أن يقال إن هناك زمانا لا تصلح له شريعة الإسلام، وقد جاءت النصوص الشرعية مبينة لذلك بياناً واضحاً جلياً، فأمرت الناس إلى قيام الساعة بالتمسك بهذه الشريعة السمحة، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» سورة آل عمران آية: 102.
ومن علامة صلاحية هذه الشريعة أن جعل الله لكل زمان طائفة تقوم بهذه الشريعة كما في صحيح مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» ومن مميزات هذه الشريعة إلى جانب صلاحيتها لكل زمان ومكان أنها شريعة عامة لا يوجد شيء من أحوال الناس إلا نظمته وبينته أتم بيان كما قال تعالى: «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ» سورة النحل آية: 89.
ومن مميزات هذه الشريعة أنها تجلب المصلحة للناس في دنياهم وفي آخرتهم كما قال تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» سورة الأنبياء آية: 107، وقال تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا» سورة المائدة آية: 3.
فمتى تمسك الناس بشريعة رب العالمين يسر الله لهم مصالح الدنيا ومصالح الآخرة، قال تعالى:«مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» سورة النحل آية: 97.
وإذا تدبر الإنسان تأثير هذه الشريعة على الناس يجد كيف تبدلت أحوالهم، فإذا نظرنا في حال العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كيف كانت أحوالهم وأوضاعهم سواء منها ما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية أو ما يتعلق بأحوالهم الأمنية وما يتعلق بقوة ومكانة العرب بين الأمم، هذه الأحوال تبدلت لما تمسك الناس بهذا الهدي القويم الذي أرسله الله به نبيه صلى الله عليه وسلم حتى في ما يتعلق بأمور النصر والمعيشة تبدلت الأحوال ورفع الله بهذا الدين وبهذه الشريعة شأن العرب بين الأمم، هذه المميزات في شريعة الإسلام جعلت هذه الشريعة تحكم على جميع ما يحتاج إليه الناس سواء كان في عباداتهم وعلاقتهم بربهم جل وعلا أو مع أبنائه أو جيرانه أو التعاملات المالية، فقد نظمت شريعة الإسلام هذه الأمور جميعها وأنزلت الأحكام التي يحتكم إليها الناس في أمورهم التعبدية والأخلاقية والتعاملية.
تعليقات
إرسال تعليق